إن علم أصول الفقه علم جليل القدر غزير الفائدة، به يُتَوَصل إلى استنباط الأحكام الشرعية على أسس علمية سليمة، وقواعد صحيحة، لا يستغني عنه المحدث، ولا المفسر ولا الفقيه، بل ولا تتم آلة الطالب إلا بهذا العلم، فهذا العلم بعد عون الله تعالى، هو المعين على فهم نصوص الشرع، واستنباط أحكامه منها.
ولهذا نجد أن علماء الأصول رحمهم الله تعالى قد بذلوا جهدهم واستفرغوا طاقتهم وأنفقوا أوقاتهم في تأصيل مسائل هذا العلم، حتى صار علما مستقلا.
وقد تنوعت مؤلفات علم الأصول ما بين مختصر ومطول بما يناسب أطياف طلاب العلم، شأنها في ذلك شأن جميع العلوم، فوضعت مؤلفات للمبتدئين، وأخرى للمتوسطين، وثالثة للمتقدمين، ومن المؤلفات التي تناسب المبتدئين "رسالة في أصول الفقه" للشيخ عبد الرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله، وقد قام الدكتور سعد بن ناصر الشثري بشرحها وتم إعداد تلك المادة للطبع فكان هذا الكتاب الذي بين أيدينا.